الصالحين … فهذه المفسدة - التي هي مفسدة الشرك كبيره وصغيره - هي التي حسم النبي ﷺ مادتها؛ حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقا … (١)(٢).
* منها ما جاء عن ابن عباس ﵄ قال: قال لي رسول الله ﷺ غداة العقبة وهو على راحلته -: "هات القط لي" فلقط له حصيات هن حصى الخذف (٣)، فلما وضعتهن في يده قال:"بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"(٤).
قال شيخ الإسلام ﵀ بعد إيراده لهذا الحديث -: "إن هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال"(٥).
(١) يشير إلى قوله ﷺ: "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام"، رواه ابن ماجه في كتاب المساجد والجماعات، باب المواضع التي تكره فيها الصلاة (١/ ٢٤٦)، حديث رقم (٧٤٥) واللفظ له؛ وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة (١/ ٣٣٠)، حديث رقم (٤٩٢)؛ والترمذي، كتاب أبواب الصلاة، باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام (١/ ١٣١)، حديث رقم (٣١٧)، وقال: فيه اضطراب. وصححه الألباني في (صحيح ابن ماجه) (١/ ٢٣١) حديث رقم (٦١٢). (٢) "اقتضاء الصراط المستقيم" (٢/ ٦٧٤) (٣) هو: الحصى الصغير الذي يمكن حمله بأطراف الأصابع لصغره. انظر: "لسان العرب" (٤/ ٤٤)، مادة: (خذف). (٤) رواه النسائي في "سننه"، كتاب المناسك، باب التقاط الحصى (٥/ ٢٩٦)، حديث رقم (٣٠٥٧)؛ وابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي (٢/ ١٠٠٨)، حديث رقم (٣٠٢٩). وصححه الألباني في (صحيح ابن ماجه) (٣/ ٤٩)، حديث رقم (٢٤٧٣). (٥) "اقتضاء الصراط المستقيم" (١/ ٢٨٩).