أما رفعة مكانته في العلم فقد اتفقت كلمة المترجمين له على أنه أحد أئمة زمانه المليء بأئمة التابعين، فقد أطلق عليه كلُّ من الإمامين: مالك، وسفيان بن عيينة - وهما هما- وصف "إمام": وقال فيه مجاهد - وحسبك به -: "أتيناه نُعلِّمه فما برحنا حتى تعلَّمنا منه"١.
وقال ميمون بن مِهْران - وهو ممن خبَر عمر بن عبد العزيز-: "ما كانت العلماء عند عمر إلا تلامذة". وقال فيه أيضاً:"كان عمر بن عبد العزيز معلِّمَ العلماء"٢.
وذكر الحافظ ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" حِجاجَ عمر لبعض خوارج الجزيرة، وأخْذَه الغلبة عليهم، ثم قال فيه:"كان أحد الراسخين في العلم رحمه الله"٣.
وقال الحافظ الذهبي: "كان إماماً فقيهاً مجتهداً، عارفاً بالسنن، كبيرَ الشأن، ثبتًا، حافظاً، قانتاً لله أوَّاهاً منيبا يُعَدُّ في حسن السيرة والقيام
١ أبو حفص الملاء ٢/٥٠٥-٥٠٦، وابن عساكر تاريخ دمشق ٤٥/١٤٧- ١٤٨، وابن حجر: تهذيب التهذيب ٧/٤٠٥. ٢ أبو زرعة الدمشقي: تاريخ أبى زرعة ص٢٥٥، وابن عساكر ٤٥/١٤٨. ٣ ابن عبد البر جامع بيان العلم وفضله ٢/٩٦٧، تحقيق أبي الأشبال الزهيري الطبعة الأولى عام ١٤١٤هـ دار ابن الجوزي الدمام.