أَوْ هَبط وادياً، وفي أَدبار المكتوبة، وآخر الليل. كذا في «الإمام وفي «الإِمام» عن جابر قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي إِذا لَقِي رَكْباً، أَوْ صعِد أَكَمةً، أَوْ هبط (وادياً، وفي)(١) أَدبار المكتوبة وآخر الليل.
قال ابن الهُمَام: ولو رد السلام حال التلبية جاز، ولكن يُكْره لغيره السلام عليه في تلك الحالة.
[(أفعال الحج)]
(وإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ) سُميت بها لأَنها تَمُكُّ الذنوب ـ أَي تذهبها ـ وتُسمى ببكة لأَنها تَبُكُّ (٢) أَعناق الجبابرة، ومنه قوله سبحانه:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ للنَّاسِ للَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وهدىً للعَالَمِينَ}(٣) أَي قِبْلَةً لهم (٤).
ويُستحب أن يدخلها من كدآء ـ بفتح الكاف والمد ـ وهي (٥) الثَّنِية (٦) التي بأَعلى مكةَ على درب المُعَلَّى وطريق الأَبطح بجنب الحَجُون (٧)، وهي مَقْبُرَة أَهل مكة. ويخرج من كُدَا ـ بالضم والقَصْر ـ وهي الثَّنِية التي بأَسفل مكة على درب اليمن، لما في مُسْلِمٍ وغيره من حديث عائشةَ: أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما جاء إِلى مكةَ دخل من أَعلاها، وخرج من أَسفلها. قيل: لأَن أَعلاها هو موضع دعا فيه إِبراهيم عليه السلام بقوله كما في التنزيل: {رَبِّ اجْعَل هذا البَلَدَ آمِناً} إِلى أَنْ قال {فاجْعَل أَفْئِدَةً مِنْ الناسِ تَهْوِي إِليهم}(٨)، الآية. قيل في السر في ذلك: أَنَّ نسبة باب البيت إِلى البيت كنسبة وجه الإِنسان إِلى الإِنسان.
(١) سقط من المطبوعة. (٢) تَبُّكُّ: أي تَدُقُّ. مختار الصحاح. ص: ٢٥، مادة (بكك). (٣) سورة آل عمران، الآية: (٩٦). (٤) سقط من المطبوعة. (٥) وفي المطبوعة: "وهو". (٦) الثَّنِيَّة: الطريق في الجبل. المعجم الوسيط ص: ١٠٢، مادة (ثَنَى). (٧) الحَجُون: الجبل المُشْرِف مما يلي شعب الجزَّارين بمكة، وقيل: هو موضع بمكة فيه اعوجاج. والمشهور الأول. النهاية ١/ ٣٤٨. (٨) سورة إبراهيم، الآيات: (٣٤ - ٣٧).