ثم عَضَد ذلك بِمَا رَواه الإمام أحمد (١) مِنْ حَدِيث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَال: إنَّ الْمُؤمِن لَيُنْضِي شَيَاطِنَه كَمَا يُنْضِي أحَدُكُم بَعِيرَه في السَّفَر.
ثم فَسَّر ذلك بِقوله: يُنْضِي، أي: يَأخُذ بِنَاصِيَتِه ويَقْهَره (٢).
وأوْرَد ابن كثير قول ابن عباس في تَفْسِير السُّلْطان، وأنه الْحُجَّة، كما أوْرَد قَول الحسن البصري: والله مَا ضَرَبَهم بِعَصَا، ولا أكْرَهَهم على شَيء، ومَا كَان إلَّا غُرُورًا وأمَانِي دَعَاهم إلَيها فأجَابُوه.
(١) قال الهيثمي (١/ ١١٦): رواه أحمد وفي إسناده ابن لهيعة. والحديث أورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (٣٥٨٦). (٢) انظر: تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (٩/ ٤٢). وتفسير ابن كثير لمعنى "النَّضو" متعقب بما قاله العلماء من قبله. قال ابن الأثير في النهاية (٥/ ٧١): أي يهز له ويجعله نضوًا، والنضو الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها ونقله - وزاد عليه - ابن منظور في "لسان العرب" (١٥/ ٣٣٠). (٣) تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (١١/ ٢٨١) باختصار.