الفقيه، المقرئ الضالّ، ناصر بن الهِيتي الصالحي، ولدُ الشرف أبي الفضل بن إسماعيل الشافعي.
كان من المِلاح مُطرِب الصوت، يقرأ في التُّرَب والخِتَم، وحفظ "التنبيه"، ثم دخل في تصرُّف الفلسفة وصَحِبَ ابنَ الباجُرْبَقي وابن المِعمار البغدادي والنجم بن خلِّكان، وتَزندَق واستخفَّ بأمور الدِّين، وتفوَّه بعظائم، وتزهَّد وراح إلى مكة، ثم إلى بغداد، ثم فرَّ منها لمّا همُّوا بقتله، ثم هرب من ماردين، فشَهِدوا عليه بكُفْريات بحلب فأمسكه قاضيها ابن الزَّمْلَكاني وبعثه مقيّدًا، فأُقيمت عليه البيِّنة عند المالكي شرف الدين، فما أبدى عُذْرًا وسكت، لكنه تشهَّد، وقيل: صلَّي حينئذٍ وتلا القرآن.
وقد كنتُ لُمْتُه وخوَّفته وحذَّرته من خسارة الدنيا والآخرة، فأصغى إلى قولي، والله أعلم بما مات عليه، ضُرِبَت عنقه وما غُسِّل ولا كُفِّن، نسأل الله تعالى حُسْن الخاتمة.
قُتل في ربيع الأول سنة ست وعشرين وله نحو من ستين سنة.
٧٨٥ - القُطْب **
الشيخ الفاضل، المؤرِّخ المُعمَّر، المُسنِد، بقية المشايخ، قطب الدين أبو الفتح، موسى ابن شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد بن أبي الحُسين،