خمسين فارسا، فضحكت وصفعته صفعة قوية، وقلت له: من أين لك هذا؟ قال: رأيت النبىّ صلى الله عليه وسلم وقال لى: أنت تملك مصر وتكسر التتار.
قال: فسكتّ، وكنت أعرف منه الصدق، وما أشك فى أنه يكسر التتار، فلم تمض إلا مدة يسيرة حتى خرج وكسر التتار (١).
وقال القاضى تاج الدين: ثم رأيت حسام الدين البركتخانى المذكور بمصر بعد كسر [٤٤٠] التتار، وهو أمير خمسين فارسا.
وقال ابن كثير: وقد حكى الشيخ قطب الدين اليونينى فى الذيل عن الشيخ علاء الدين [على (٢)] بن غانم عن المولى تاج الدين أحمد بن الأثير، كاتب السر فى أيام الملك الناصر صاحب دمشق، قال: لما كنا مع السلطان الناصر بوطأة برزة (٣)، كانت البريديّة يخبرون بأن المظفر قطز قد تولى سلطنة الديار المصرية، فقلت ذلك للسلطان. فقال: اذهب إلى فلان وفلان (٤) وأخبرهم بهذا، فلما خرجت من عنده لقينى بعض الأجناد (٥)، فقال لى: جاءكم الخبر من الديار المصريّة بأن قطز تملك. قلت: ما عندى من هذا علم، وما يدريك أنت هذا؟ فقال:
بلى والله إنه سيلى المملكة ويكسر التتار. فقلت: من أين تعلم هذا؟ قال: كنت أخذته وهو صغير وعليه قمل كثير، فكنت أفليّه وأهينه. فقال لى: ويلك إش
(١) كنز الدرر ج ٨ ص ٤٢. (٢) [] إضافة من ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ٢٨١ للتوضيح. (٣) «فى أواخر سنة سبع وخمسين وستمائة» فى ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ٣٨١ - ٣٨٢. (٤) «الأمير ناصر الدين القيمرى والأمير جمال الدين بن يغمور» - ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ٣٨٢. (٥) «لقبنى حسام الدين البركة خانى» - ذيل مراة الزمان.