قال الراوى: سمعت من قال: إنى رأيت حسام الدين تخرج الدموع من عينيه، وقد بلّت شيبته، وهو يتمثل بأبيات من شعر الطغرائى:
تقدّمنى رجال كان سوطهم … وراء خطوى إذا أمشى على مهل
هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا … من قبله فتمنى فسحة الأجل
[ذكر وقعة شقحب]
قال صاحب النزهة: هذه الوقعة عرفت بين الناس بوقعة شقحب، ثم بغباغب، فإنها كانت مشتملة على طرف شقحب وغباغب والضمين.
قلت: هذه أسماء قرى هناك، وهى فى أراضى وعرة ذات أحجار سود.
[٢٨٣]
قال بيبرس فى تاريخه: ذكر كسرة التتار على مرج الصفّر فى غرّة الشهر الأزهر: لما انتظم شمل العسكر انتظام الجمان، واصطفت صفوفه كأنها (١) بنيان، أضحوا كما قال أبو الطيب المتنبى:
وإذا رأيت (٢) … إلى السهول رأيتها
تحت العجاج فوارسا وجنائبا
وإذا نظرت إلى الجبال رأيتها … فوق السهول عواسلا وقواضبا
فكأنما كسى النهار بها دجى … ليل واطلعت الرماح كواكبا
أسد فرائسها الأسود يقودهم … أسد تصير له الأسود ثعالبا (٣)
(١) «كا» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة. (٢) «وإذا نظرت» فى زبدة الفكرة. (٣) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ٢٣٩ ب.