الأول: فهم من قوله: "ولا تلي فارقة" أنها قد تلي غير فارقة كقولهم: "ملولة وفروقة" فإن التاء فيهما للمبالغة؛ ولذلك تدخل في المؤنث والمذكر.
الثاني: أشار بقوله:
.................. وما تليهِ ... تَا الفَرْقِ من ذي فشُذُوذٌ فِيهِ
إلى أن تاء الفرق قد تلحق بعض هذه الأوزان شذوذا كقولهم:"عدو وعدوة وميقان وميقانة ومسكين ومسكينة"٣، وحكي عن بعض العرب:"امرأة مسكين" على القياس.
والخامس: فعيل بمعنى مفعول نحو: "قتيل وجريح" فتقول: رأيت رجلا قتيلا وامرأة قتيلا، وإلى تقييده بمعنى مفعول أشار بقوله:"كقتيل". واحترز من فعيل بمعنى فاعل نحو: شريف وظريف، فإنه تلحقه التاء، وقد يشبه بالذي بمعنى مفعول فلا تلحقه كقوله:{وَهِيَ رَمِيمٌ} ٤.
وقوله:
............... إِنْ تَبِعْ ... مَوْصُوفَه غالبا التَّا تَمْتَنِعْ
شرط في تجريد فعيل من التاء الفارقة، واحترز بذلك من أن يحذف موصوفه فتلحقه التاء نحو:"رأيت قتيلا وقتيلة" فرارا من اللبس، قال في التسهيل: ما لم يحذف موصوف فعيل فتلحقه.
تنبيه:
ذكر أبو حاتم أنه إذا جيء بما يبين أنه مؤنث لم تلحقه التاء لأمن اللبس نحو:"رأيت قتيلا من النساء" قيل: وعلى هذا فإطلاق المصنف ليس بجيد.
١ معطير: كثير التعطر. ٢ المغشم: بغين وشين، وهو الذي لا ينتهي عما يريده ويهواه لشجاعته. ٣ ميقان: من اليقين، وهو عدم التردد، يقال: رجل ميقان أي: لا يسمع شيئا إلا أيقنه. ٤ من الآية ٧٨ من سورة يس.