الرابع: يجوز أن تُوصَف صفة "أي" ولا تكون إلا مرفوعة، مفردة كانت أو مضافة، كقول الراجز١:
يا أيها الجاهلُ ذُو التنزي ... ................
وقوله:
وذو إشارة كأي في الصفه ... إن كان تركها يفيت المعرفه
لاسم الإشارة في النداء حالتان:
إحداهما: أن يُجعل وصلة لنداء ما فيه أل, فيساوي إذ ذاك "أيا" في لزوم نعته ووجوب رفعه، وأنه لا ينعت إلا بمصحوب أل الجنسية، أو بموصول مصدر بأل فتقول:"يا هذا الرجل" و"يا هذا الذي فعل".
وهو في هذه الحالة غير مكتفٍ به, لو قدر الوقف عليه لفات المراد؛ لأنه وصلة لنداء غيره ... والأخرى: أن يقدر مكتفى بندائه، لا وصلة لغيره، فيكون إذ ذاك كغير "أي", فلا يلزم نعته.
١ قائله: هو رؤبة بن العجاج, وهو من الرجز. وتمامه: لا تُوعِدَنِّي حية بالنكز اللغة: "ذو التنزي" -بفتح التاء والنون وتشديد الزاي المكسورة- وهو نزع الإنسان إلى الشر, "بالنكز" -بفتح النون وسكون الكاف- من نكزت الحية بأنفها. وقال ابن فارس: النكز بالشيء المحدد كالغرز. الإعراب: "يا أيها" يا حرف نداء وأي منادى وها صفته, "الجاهل" صفة ها التي هي اسم الإشارة, "ذو" صفة الجاهل, "التنزي" مضاف إليه. الشاهد فيه: "يا أيها الجاهل", وصف "أيا" بما فيه أل، ووصف ما فيه "أل" بمضاف إلى ما فيه أل. مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٥٣/ ٢، وابن الناظم، وذكره سيبويه ٣٠٨/ ١.