المنع مِن إنشاد الضالة في المسجد، وكذلك رفع الصوت واللغط فيه، وغير ذلك:
روي ابن شبَّة (١)، ويحيى بسندٍ جيّد، عن سالم بن عبد الله أنّ عمر يعني ابن الخطاب - - رضي الله عنه - اتخذ مكانًا إلى جانب المسجد، يقال له البطيحاء، وقال: من أراد يلغط أو يرفع صوتًا، أو ينشد شعرًا فليخرجْ إليه.
ولفظ يحيى: أن عمر بن الخطاب بنَى في ناحية المسجد رحبة تُدعى البطيحاء (٢)، ثم قال: مَن أراد أنْ يلغط أو ينشد شعرًا، أو يرفع صوتًا فليخرُج إلى هذه الرحبة (٣).
ولمّا ذكر السمهودي ما قال بأنّ ابن شَبّة رواه بسندٍ جيّد عن ابن عمر - رضي الله عنه -: أنّ عمر - رضي الله عنه - كان إذا خرج من الصلاة نادي في المسجد: إيّاكم
(١) عمر بن شبة - بفتح المعجمة وتشديد الموحدة - ابن عَبيدة بن زيد النُّميري - بالنون مصغر - أبو زيد بن أبي معاذ البصري، نزيل بغداد، صدوق له تصانيف، من كبار الحادية عشرة، مات سنة اثنتين وستين، وقد جاوز التسعين) (ابن حجر، تقريب التهذيب، ص ٣٥١، رقم الترجمة: ٤٩١٨). وقال عنه: فهيم شلتوت محقق كتاب ابن شبة، عمر بن شبة النميري، تاريخ المدينة المنورة، ط ١ (المدينة المنورة: طباعة ونشر مكتبة السيد حبيب)، ج ١، ص: ح). هو المحدث الثقة المؤرخ أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري، ولد سنة ١٧٣ هـ، وتوفي سنة ٢٦٢). (٢) البطيحاء: تصغير بطحاء، قال السمهودي: (تقدمت في زيادة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، (الوفاء، ج ٤، ٦٦). (٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٨٥.