المبحث الأول: الروايات المتعلقة بأُحُد، وبفضائل المدينة وآدابها
أولا: الروايات المتعلقة بأُحُد والشهداء به:
وروى يحيى أنه لمّا انكشف الناس يوم أُحد، وقَف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على مصعب بن عُمير فقال:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ}(١) إلى قوله: {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}(٢) اللهم إن عبدك ونبيَّك يشهَد أنّ هؤلاء شهداء؛ فأتوهم وسلّموا عليهم، فلن يُسلّم عليهم أحدٌ ما قامَت السموات والأرض إلا ردّوا عليه، ثم وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موقفًا آخر فقال:"هؤلاء أصحابي الذين أشهد لهم يوم القيامة"، فقال أبو بكر: فما نحن بأصحابك؟ فقال:"بلى، ولكن لا أدري كيف تكونون بعدي، إنهم خرجوا من الدنيا خماصًا"(٣).
(١) قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: لما نسخنا الصحف، فقدت آية من سورة الأحزاب "كنت أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها، لم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري - الذي جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته بشهادة رجلين. ابن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي البصري (ت ٧٧٤ هـ)، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بن محمد سلامة، ط ٢ (الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع، ١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م) ج ٦، ص: ٣٩٢. (٢) سورة الأحزاب، آية: ٢٣. (٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٣، ص ٢٦٢.