ابن سليمان (١) عن ابن أبي عمرة (٢)، قال: زاد عمر بن الخطاب في المسجد من شاميه، ثم قال: لو زدنا فيه حتى نبلغ به الجبّانة كان مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. زاد يحيى: وجاءه الله بعامر (٣).
وفي رواية ليحيى عن أبي الزناد أنّ عمر بن الخطاب لمّا زاد في المسجد دعا مَن كان له إلى جانبه منزل، فقال: اختاروا منّي ثلاث خصال: إمّا البيع فأثمن، وإما الهبة فأشكر، وإما الصدقة على مسجد رسول الله صلى الله وسلم، فأجابه الناس، وكان للعباس دار عن يمين المسجد، فدعاه عمر، فقال: يا أبا الفضل اختَرْ مِنّي بين ثلاث خصال، وذكر نحو ما تقدم، فقال العباس: ما أجيبك إلى شيء مما دعوتنِي إليه، فقال عمر: إذًا أهدمها، فقال العباس: مالك ذلك، وذكر التحاكم إلى أُبَيّ، وقصّةَ بيت المقدس مع مخالفة في ذكر قصته لبعض ما تقدم (٤).
= ١٤٢٩ هـ، مؤسسة الرسالة، بيروت لبنان). (١) ترجم الحافظ ابن حجر لفليح هذا فقال: (فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي أو الأسلمي أبو يحيى المدني ويقال: فليح لقب، واسمه عبد الملك، صدوق كثير الخطأ، من السابعة مات سنة ثمان وستين ومائة) (تقريب التهذيب، ص ٣٨٤، رقم الترجمة: ٥٤٤٣). (٢) عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أخرج له الجماعة سوى البخاري (تهذيب التهذيب ١٢/ ١٦٧). (٣) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٨٢ - ٢٨٣. (٤) السمهودي، وفاء الوفا، ج ٢، ص ٢٧٠ - ٢٧١.