فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله، وما أظرفه، وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان، ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت (١) ؛ لئن كان مسلماً رده علي الإسلام، وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً)) (٢) .
[انفتاح الدنيا على المسلمين]
١- عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم (٣) كما تنجد الكعبة)) ، قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟ قال:((وأنتم على دينكم اليوم)) ، قلنا: فنحن يومئذٍ خير، أم ذلك اليوم؟ قال:((بل أنتم اليوم خير)) (٤) .
٢- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال: ((أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح
(١) مراده المبايعة في السلع ونحوها، لا المبايعة بالخلافة. (٢) رواه البخاري (٩/٦٦) ومسلم (١/١٢٦) (٣) أي: تزينوها. (٤) رواه البزار (٣٦٧١) والطبراني في الكبير (٢٢/١٠٨) وصححه شيخنا في الصحيحة (٢٤٨٦) .