المبحث الثاني: تعليمه صلّى الله عليه وسلم ألقاب حامل القران وصفاته:
يتناول المبحث هذا الجانب من الناحية الأكثر تعلقا بالكتاب، وهي الأقرب لتعلم ألفاظ القران الكريم «١» ، ويبين الألقاب التي ميز بها الشارع الحكيم أهل القران في المجتمع الإسلامي عن غيرهم، وما تستدعيه هذه الألقاب من صفات حتى يستحق أصحابها الدخول في هذه الفئة المتميزة:
ولذا انقسم المبحث إلى ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: تعليمه صلّى الله عليه وسلم تلقيب القراء والمقرئين بألقاب مميزة.
المطلب الثاني: تعليمه صلّى الله عليه وسلم صفات حامل القران الذي يستحق هذه الألقاب.
المطلب الأول: تعليمه صلّى الله عليه وسلم تلقيب القراء والمقرئين بألقاب مميزة:
[أولا: مصطلح (حامل القران) :]
ذكر هذا المصطلح في قوله صلّى الله عليه وسلم:«إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القران غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط»«٢» ، وفي قوله صلّى الله عليه وسلم:«ثلاث لا يكترثون للحساب ولا تفزعهم الصيحة، ولا يحزنهم الفزع الأكبر: حامل القران يؤديه إلى الله بما فيه يقدم على ربه عز وجل سيدا شريفا حتى يوافق المرسلين ... »«٣» ، وفي غير ذلك من
(١) أفاض العلماء في ذكر صفات حملة القران، وألف الإمام الاجري لذلك (أخلاق حملة القران) وألف النووي (التبيان في اداب حملة القران) ، وانظر لمزيد من ذلك: القرطبي (١/ ٢٠) ، مرجع سابق، وما بعدها. (٢) أبو داود (٤/ ٢٦١) ، وقال في تلخيص الحبير (٢/ ١١٨) ، مرجع سابق: «وإسناده حسن» . (٣) شعب الإيمان (٢/ ٥٥٥) ، مرجع سابق، وقال محقق لمحات الأنوار (١/ ٢٨) : وهو حسن بشواهده، مرجع سابق.