= معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي الأسود الديلي، قال: انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة الأشعري إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فلقينا عبد الله بن عمرو، فقال: يوشك أن لا يبقى في أرض العجم من العرب إلا قتيل، أو أسير يحكم في دمه، فقال زرعة: أيظهر المشركون على الِإسلام؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من بني عامر بن صعصعة، فقال: لا تقوم الساعة حتى تدافع نساء بني عامر على ذي الخلصة -وثن كان يسمى في الجاهلية-. قال: فذكرنا لعمر بن الخطاب قول عبد الله بن عمرو، فقال عمر -ثلاث مرار-: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول، فخطب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يوم الجمعة، فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلَّم- يقول: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي أمر الله"، قال: فذكرنا قول عمر لعبد الله بن عمرو، فقال: صدق نبي الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كان ذلك كالذي قلت. قال الحاكم عقبه: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". تخريجه: الحديث له عن عمر -رضي الله عنه- طريقان: * الأولى: يرويها أبو الأسود الديلي، وهي طريق الحاكم هذه. * الثانية: يرويها سليمان بن الربيع العدوي، وكان قد أخرجها الحاكم (٤/ ٤٤٩): حدثني محمد بن صالح بن هانيء، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الوليد، ثنا همام، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن سليمان بن الربيع، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة". قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي. =