وعنها - رضي الله عنها - قالت:((ثقل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه! قال:((ضعوا لي ماء في المخضب))، قالت: ففعلنا، فاغتسل فذهب لينوءَ (٢) فأُغمي عليه, ثم أفاق فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أصلى الناس؟)) قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه! فقال:((ضعوا لي ماء في المخضب)) قالت: ففعلنا [فقعد] فاغتسل. ثم ذهب لينوء فأُغمي عليه، ثم أفاق فقال:((أصلى الناس))؟ فقلنا: لا , هم ينتظرونك يا رسول اللَّه! فقال:((ضعوا لي ماء في المخضب))، ففعلنا [فقعد] فاغتسل، ثم ذهب لينوء فأُغمي عليه, ثم أفاق فقال:((أصلى الناس؟)) فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه! قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون النبي - صلى الله عليه وسلم - لصلاة العشاء الآخرة, قالت: فأرسل رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر؛ ليصلي بالناس, فأتاه الرسول (٣) فقال: إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس، فقال أبو بكر - وكان رجلاً رقيقاً - يا عمر! صلِّ بالناس، فقال له عمر: أنت أحقُّ بذلك، قالت: فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيام، ثم إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -
(١) البخاري، برقم ١٩٨ وذكر هنا له ستة عشر موضعاً, وقد جمع بين هذه المواضع الألباني في مختصر البخاري، ١/ ١٧٠, ومسلم، برقم ٤١٨. (٢) لينوء: أي لينهض بجهد. الفتح، ٢/ ١٧٤. (٣) أي الذي أرسله إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصلي بالناس.