التقوى لغة: الحذر، يقال: اتقيت الشيء، وتَقَيْتُهُ أتقيه تُقَى، وتِقيَّةً، وتِقاءً: حذرتُه. وقوله - عز وجل -: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}(١)، أي هو أهلٌ أن يُتّقى عقابه، وأهل أن يُعمل بما يُؤدّي إلى مغفرته (٢).
وأصل التقوى: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقايةً تقيه منه، فتقوى العبد لربه: أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه: من غضبه وسخطه، وعقابه وقايةً من ذلك. وهو فعل طاعته واجتناب معصيته (٣)، فظهر من ذلك أن حقيقة التقوى كما قال طلق بن حبيب رحمه الله:((التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله)) (٤).
ويدخل في التقوى الكاملة: فعل الواجبات، وترك المحرّمات، والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فعلُ المندوبات، وترك المكروهات، وهو أعلى درجات التقوى (٥)، وقد عرّف التقوى الكاملة
(١) سورة المدثر، الآية: ٥٦. (٢) انظر: لسان العرب، لابن منظور، باب الياء، فصل الواو، مادة ((وقي))، ١٥/ ٤٠٢، والقاموس المحيط، باب الياء، فصل الواو، مادة ((وقى))، ص١٧٣١. (٣) جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ١/ ٣٩٨، وانظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لابن جرير، ٢/ ١٨١. (٤) جامع العلوم والحكم، لابن رجب، ١/ ٤٠٠. (٥) المرجع السابق، ١/ ٣٩٩.