وقد قال بعض السلف: لا تعجل عجلة الأخرق، وتحجم إحجام الواني.
والخلاصة: أنه يستثنى من العجلة ما لا شبهة في خيريته، قال تعالى:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ}(١).
وعن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال الأعمش: ولا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((التُّؤَدَةُ (٢) في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة)) (٣).
وعن عبد اللَّه بن سرجس المزني، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:((السَّمْتُ الحسن (٤)، والتُّؤَدَةُ والاقتصاد (٥)، جزء من أربعةٍ وعشرين جزءاً من النبوة)) (٦).
(١) سورة الأنبياء، الآية: ٩٠. (٢) التؤدة: التأني. انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، ٣/ ٢٧٧، وعون المعبود، ٣/ ١٦٥. (٣) أبو داود، كتاب الأدب، باب الرفق، ٤/ ٢٥٥، (رقم ٤٨١٠)، والحاكم بلفظه، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، ١/ ٦٤، وانظر: صحيح سنن أبي داود، ٣/ ٩١٣. وذلك لأن الحزم بذل الجهد في عمل الآخرة؛ لتكثير القربات ورفع الدرجات لأن في تأخير الخيرات آفات. انظر: فيض القدير، ٣/ ٢٧٧، وعون المعبود، ٣/ ١٦٥. (٤) السمت الحسن: هو حسن الهيئة والمنظر. انظر: فيض القدير للمناوي، ٣/ ٢٧٧. (٥) الاقتصاد: هو التوسط في الأمور والتحرز عن طرفي الإفراط والتفريط. انظر: المرجع السابق، ٣/ ٢٧٧. (٦) الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التأني والعجلة، ٤/ ٣٦٦، (رقم ٢٠١٠)، وانظر: صحيح سنن الترمذي، ٢/ ١٩٥.