قبل وقوعه باجتناب أسبابه، واستئصالها قبل وقوعها، ومن هذه الأسباب التي ينبغي لكل مسلم أن يُطهِّر نفسه منها: الكبر، والإعجاب بالنفس، والافتخار، والتيه، والحرص المذموم، والمزاح في غير مناسبة، أو الهزل وما شابه ذلك (١).
[الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب:]
وينحصر في أربعة أنواع كالآتي:
النوع الأول: الاستعاذة باللَّه من الشيطان، قال اللَّه تعالى:{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(٢). وعن سليمان بن صُردٍ - رضي الله عنه - قال: استبَّ رجلان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبّ صاحبه مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلمُ كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد. لو قال: أعوذ
باللَّه من الشيطان الرجيم)) (٣).
ولما كان الشيطان على نوعين: نوع يُرى عياناً، وهو شيطان الإنس، ونوع لا يُرى، وهو شيطان الجن، جعل اللَّه سبحانه المخرج
(١) انظر: الدعائم الخلقية والقوانين الشرعية، للدكتور صبحي محمصاني، ص٢٢٧. (٢) سورة الأعراف، الآية: ٢٠٠، وانظر: سورة المؤمنون، الآية: ٩٧، وسورة فصلت، الآية: ٣٦. (٣) البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، ١٠/ ٥١٨ (رقم ٦١١٥)، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، ٤/ ٢٠١٥، (رقم ٢٦١٠).