[المبحث الرابع والعشرون: أعظم نعيم أهل الجنة، وأعظم نعيم أهل النار]
أولاً: أعظم نعيم أهل الجنة:
قال تعالى:{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}(١).
فالحُسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم (٢).
وقال تعالى:{لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}(٣). والمزيد هو: النظر إلى وجه الله الكريم (٤).
وقال سبحانه:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَة}(٥).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن ناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هل تُضارُّون في القمر ليلة البدر (٦)؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تُضارُّون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك)) (٧).
(١) سورة يونس، الآية: ٢٦. (٢) انظر: حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح للإمام ابن القيم، ص٢٨٨. (٣) سورة ق، الآية: ٣٥. (٤) انظر: حادي الأرواح، ص٢٩١. (٥) سورة القيامة، الآيتان: ٢٢ - ٢٣. (٦) هل تضارّون، وفي الرواية الأخرى: هل تضامون، وروي تضارّون بتشديد الراء وبتخفيفها، والتاء مضمومة فيهما، ومعنى المشدد: هل تضارّون غيركم في حالة الرؤية بزحمة أو مخالفة في الرؤية، أو غيرها، لخفائه، كما تفعلون أول ليلة من الشهر. ومعنى المخفف: هل يلحقكم في رؤيته ضير: وهو الضرر، ورُويَ أيضاً تضامّون بتشديد الميم وتخفيفها، فمن شدَّدها فتح التاء، ومن خففها ضم التاء، ومعنى المشدد: هل تتضامّون وتتلطفون في التوصل إلى رؤيته، ومعنى المخفف: هل يلحقكم ضيم، وهو المشقة والتعب. شرح النووي، ٣/ ٢١. (٧) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، برقم ٧٤٣٧، ومسلم في كتاب الإيمان، باب معرفة طريق الرؤية، برقم ١٨٢.