قال الله تعالى:{كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ}(١).
عليون: قال ابن عباس: الجنة، وقيل: علّيون في السماء السابعة تحت العرش (٢)، وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:((والظاهر أن عليين مأخوذ من العلو، وكلما علا الشيء وارتفع عظُم واتَّسع؛ ولهذا قال تعالى معظِّماً أمره، ومفخِّماً شأنه:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ} (٣)، وقال - عز وجل -: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}(٤).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى:{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}((وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ)) يعني المطر، ((وَمَا تُوعَدُونَ)) يعني الجنة (٥)، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن الجنة تحت العرش فوق السماء السابعة، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( ... فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تُفَجَّر أنهار الجنة)) (٦).
ثانياً: مكان النار:
قال الله تعالى: {كَلا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا
(١) سورة المطففين، الآيتان: ١٨ - ١٩. (٢) انظر: تفسير البغوي، ٤/ ٤٦٠، وتفسير ابن كثير، ٤/ ٤٨٧. (٣) تفسير ابن كثير، ٤/ ٤٨٧. (٤) سورة الذاريات، الآية: ٢٢. (٥) تفسير ابن كثير، ٤/ ٢٣٦. (٦) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب درجات المجاهدين في سبيل الله، برقم ٢٧٩٠، وفي كتاب التوحيد، باب {(وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}، برقم ٧٤٢٣.