[المبحث الأول: مفهوم الفوز العظيم والخسران المبين]
أولاً: مفهوم الفوز العظيم:
الفوز: الظَّفَرُ بالخير مع حصول السلامة والنجاة من كل مكروه، أو هلاك (١).
العظيم: يُقال عَظُمَ الشيءُ: أصله كَبُرَ عظْمُهُ، ثم استعير لكل كبير، فأُجرِيَ مجراه محسوساً كان أو معقولاً، عيناً كان أو معنىً، قال الله تعالى:
{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}(٢)، وقال تعالى:{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}(٣)،والعظيمُ إذا استُعمل في الأعيان فأصله أن يُقال في الأجزاء المتصلة (٤)،والكثير يُقال في المنفصلة، ثم قد يُقال في المنفصل عظيم، نحو: جيش عظيم، ومال عظيم، وذلك في معنى الكثير (٥).
قال الله تعالى عن الفوز العظيم الكبير:{وَعَدَ الله الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}(٦)، وقال سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
(١) انظر: القاموس المحيط، ص٦٦٩، ومختار الصحاح، ص٢١٥، ومفردات غريب القرآن للأصفهاني، ص٦٤٧. (٢) سورة ص، الآيتان: ٦٧ - ٦٨. (٣) سورة النبأ، الآيتان: ١ - ٢. (٤) أي يُقال في الأجزاء المتصلة عظيم: أي كبير. انظر: المعجم الوسيط، ١/ ٦٠٩. (٥) مفردات غريب القرآن للأصفهاني، ص٥٧٣. (٦) سورة التوبة، الآية: ٧٢.