للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبهاني (١) ، فقد جاء بأسلوب ناصح مشفق، يحذّر من خداع الشيطان، ومن كلام ابن تيمية رحمه الله في مسائل عقدية كالسفر لزيارة قبور الصالحين، والاستغاثة بهم (٢) .

٤ - نسبة الأولية له في ابتداع الضلالات: وهذا - أيضاً - من منهج خصوم شيخ الإسلام في التعامل مع ما يحمل من مبادئ وعقائد، فادعوا عليه بأنه أول من قال بإمكان حوادث لا أول لها، وبأنه أول من منع شد الرحل إلى زيارة قبور الصالحين، وأنه أول من أفتى بعدم جواز التوسل بالصالحين، وأنه أول من قال بالتجسيم، وغيرها من المسائل العقدية التي يرون أنه خالف فيها إجماع الأمة (٣) .

٥ - النقل من بعض، والاعتماد على المتقدمين دون التحقيق: فهذه الشبه التي يلوكها أعداء ابن تيمية رحمه الله هي من نقل المتأخر عن المتقدم، دون الرجوع إلى كتب صاحب الشأن، وهي موجودة متوفرة، فينقلون في مواضع متعددة عن ابن تيمية رحمه الله كلاماً هو ليس له، وإذا طولبوا بصحة النقل، وعزو الكلام إلى مصدره وقائله، سكتوا وفغروا أفواههم، ثم أحالوا إلى كتب أعدائه ومخالفيه، وهذا منهج عند التحقيق ليس بسوي ولا مرْضي.

ويعجب القارئ حين يقرأ كتب المخالفين، ويتأمل نسبتهم الكلام والمسائل إلى ابن تيمية رحمه الله إذ لا تكاد تجد عند المتأخر جديداً يذكر، فلا


(١) النبهاني: يوسف بن إسماعيل النبهاني، عالم معاصر، متصوف، رحل إلى مصر، وتولى القضاء، وله مؤلفات كثيرة، ت سنة ١٣٥٠هـ.
انظر في ترجمته: الأعلام للزركلي ٩/٢٨٩، معجم المؤلفين لكحالة ١٣/٢٧٥.
(٢) انظر: شواهد الحق ص٦٥ - ٦٦، رفع الاشتباه في استحالة الجهة على الله له - أيضاً - ص٢٢٤، التوفيق الرباني لجماعة من العلماء ص٦.
(٣) انظر: السيف الصقيل للسبكي ص٦٣، دفع شبه من شبه وتمرد للحصني ص٤٥، سعادة الدارين للسمنودي ١/٨٢، كشف النقاب للطباطبائي ص١٥، محق التقول للكوثري (ضمن مقالاته ص٤٦٨) ، وقد أجبت عنها في مواضعها من البحث.

<<  <   >  >>