يقول التقي الحصني (ت - ٨٢٩هـ) : (والرأي السخيف الذي أخذ به هؤلاء المبتدعة من التحاقه صلّى الله عليه وسلّم بالعدم حاشاه من ذلك، يلزمه أن يقال: إنه ليس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اليوم)(٣) .
وقال في رده على ابن تيمية رحمه الله:(بيان زندقة من قال: إن روحه عليه الصلاة والسلام فنيت، وأن جسده صار تراباً، وبيان زيغ ابن تيمية وحزبه)(٤) .
ويرون أن حياة الأنبياء حياة حقيقية، إلا أنهم لا يحتاجون إلى الطعام والشراب، وليس في العقل ما يحيل هذه الحياة الحقيقية، كما يقول السبكي (ت - ٧٥٦هـ) :
(ولا يلزم من كونها حقيقية أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب.... فليس في العقل ما يمنع من إثبات الحياة الحقيقية لهم)(٥) .
ويوردون السبب في قولهم بأن ابن تيمية ينكر حياة الأنبياء بأنه:
(التذرع بذلك إلى تحريم التوسل بهم عن هوى)(٦) .
ويرى المناوئون أن زيارة قبر النبي أفضل من زيارة قبر غيره لحقه علينا، ولورود أدلة خاصة تحث على زيارة قبره صلّى الله عليه وسلّم.
قال السبكي (ت - ٧٥٦هـ) : (لا أحد من الخلق أعظم بركة منه، ولا أوجب
(١) انظر: شفاء السقام في زيارة خير الأنام ص١٦٩ - ٢٠٥. (٢) انظر: المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية للحبشي ص١١٣ - ١١٥، حقيقة التوسل والوسيلة لموسى علي ص١٧٩ - ١٩٠. (٣) دفع شبه من شبه وتمرد ص٦٥. (٤) دفع شبه من شبه وتمرد ص٦٧. (٥) شفاء السقام ص١٨١، وانظر: إنباء الأذكياء بحياة الأنبياء للسيوطي (ضمن الحاوي للفتاوي ٢/١٤٧ - ١٥٥) . (٦) السيف الصقيل للسبكي، حاشية الكوثري ص١٦٠.