ولذلك يطلقون عليه (ابن ملكا الفيلسوف اليهودي المتمسلم)(١) .
ومنهم من يرى أن ابن تيمية رحمه الله حمل لواء المذهب الكرامي، نصيراً ومؤيداً حيث ذكر ذلك أحدهم بقوله:(لم تمت الكرامية.. لقد عاشت الكرامية بعد موت مؤسسها ... ثم احتضنها عالم سلفي متأخر، ومفكر من أكبر مفكري الإسلام وهو (تقي الدين بن تيمية) ، أو بمعنى أدق: سار الحشو في طريقه يدعم فكرة التشبيه والتجسيم، ويجتذب إليه مجموعة من أذكى رجال الفكر الإسلامي) (٢) .
ويجنح أعداء ابن تيمية رحمه الله إلى أمر آخر: وهو أنه لما كان الاعتقاد الحق ينسب إلى الإمام أحمد بن حنبل (ت - ٢٤١هـ) رحمه الله أنشأوا مصطلح (مجسمة الحنابلة) أو (حشوية الحنابلة) ، وجعلوهم أصولاً لابن تيمية رحمه الله يستقي منهم اعتقاده في الأسماء والصفات.
ويضربون أمثلة لهذا: كإمام أهل السنة وشيخ الحنابلة في عصره أبي محمد البربهاري (٣) ، والقاضي أبي يعلى الحنبلي (ت - ٤٥٨هـ) - رحمهما الله - ويعتمد مناوئوا ابن تيمية على كتاب لابن الجوزي (٤)
رحمه الله سماه (دفع شبه
(١) انظر: المقدمات الخمس والعشرون لموسى بن ميمون، حاشية الكوثري، ص٩، ١٠، التبصير في الدين للإسفراييني، حاشية الكوثري ص٦٧، مقالات الكوثري ص١٢٤، المقالات السنية للحبشي ص٧٨. (٢) نشأة الفكر الفلسفي للنشار ١/٣١١، وانظر في هذه الدعوى: ابن تيمية ليس سلفياً لمنصور عويس ص٢٤١، ٢٤٨، التوسل بالنبي لابن مرزوق ٢، براءة الأشعريين لابن مرزوق ١/٧، السيف الصقيل تحقيق الكوثري ص١٠٢، ١١٤، ١١٥، ١٢٩، ١٣٠. (٣) البربهاري: الحسن بن علي بن خلف البربهاري، أبو محمد، الإمام القدوة، الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة في عصره، ت سنة ٣٢٩هـ. انظر في ترجمته: طبقات الحنابلة لأبي يعلى ٢/١٨، سير أعلام النبلاء للذهبي ١٥/٩٠. (٤) ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي البغدادي، أبو الفرج، الإمام العلامة الواعظ، حنبلي في الفقه، مضطرب في الاعتقاد، صنف في علوم كثيرة، ت سنة ٥٩٧هـ.
انظر في ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/١٣٤٢، شذرات الذهب لابن العماد ٤/٣٢٩.