حشوية، والقرامطة (١) - كأتباع الحاكم (٢) - يسمون من أوجب الصلاة والزكاة والصيام والحج حشوياً.
وأهل هذا المصطلح يعنون به حين يطلقونه: العامة الذين هم حشو، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور (٣) .
وحين رد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على الرافضي (٤) في كتابه (منهاج السنة النبوية) قوله عن جماعة من الحشوية والمشبهة: إن الله تعالى جسم، له طول وعرض وعمق، وأنه يجوز عليه المصافحة ... إلخ (٥) .
استفصل رحمه الله في المراد بالحشوية فقال:
(فإن كان مراده بالحشوية: طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم، كأصحاب أحمد أو الشافعي، أو مالك، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلاً، بل هم يكفّرون من يقولها ...
(١) القرامطة: أتباع حمدان الأشعث المعروف بقرمط، كان في الكوفة، فلقيه أحد دعاة الباطنية، ودعاه إلى معتقدهم، فقبل الدعوة، ثم صار يدعو الناس إليها، ولذا تعد القرامطة إحدى فرق الباطنية. انظر: فضائح الباطنية للغزالي ص١٢ - ١٤، التنبيه والرد للملطي ص٣١، الفرق بين الفرق للبغدادي ص٢٨٢، مشكاة الأنوار للعلوي ص٣٣ - ٤٧، أخبار القرامطة لسهيل زكار، الحركات الباطنية للخطيب ص١٣٥ - ١٦٨، القرمطية بين الدين والثورة لبزون ص٩٢ - ٢٠١. (٢) الحاكم بأمر الله: منصور بن نزار بن معد بن إسماعيل العبيدي الفاطمي، أبو علي، كثير التقلبات، من خلفاء الدولة الفاطمية بمصر، عني بعلوم الفلسفة والنظر في النجوم، وأعلنت الدعوة إلى تأليهه، ت سنة ٤٠٧هـ، ت سنة ٤١١هـ. انظر في ترجمته: وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/٣٧٩، شذرات الذهب لابن العماد ٣/١٩٢، النجوم الزاهرة للأتابكي ٤/١٧٦. (٣) انظر: المسألة المصرية (ضمن مجموع الفتاوى ١٢/١٧٦) ، حكاية المناظرة (ضمن مجموع الفتاوى ٣/١٨٥) ، منهاج السنة النبوية ٢/٥٢٠. (٤) هو ابن المطهر الحلي في كتابه منهاج الكرامة. (٥) انظر: منهاج السنة ٢/٥٠٠.