المخلوقين تشبيه المشبهة - خذلهم الله -. وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف) (١) .
وقال قوام السنة الأصبهاني (٢) رحمه الله:
(الكلام في صفات الله عزّ وجل ما جاء منها في كتاب الله، أو روي بالأسانيد الصحيحة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمذهب السلف - رحمة الله عليهم أجمعين - إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية عنها ... )(٣) .
وقال - أيضاً - بعد ذكره بعض الصفات الثابتة لله عزّ وجل:(فهذا وأمثاله مما صح نقله عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فإن مذهبنا فيه ومذهب السلف إثباته وإجراؤه على ظاهره ونفي الكيفية والتشبيه عنه ... ونقول: إنما وجب إثباتها - أي الصفات -؛ لأن الشرع ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: ١١] (٤) .
وقال الحافظ عبد الغني المقدسي (٥) رحمه الله ناقلاً اتفاق السلف على ترك التشبيه والتمثيل:
(اعلم وفقنا الله وإياك لما يرضيه من القول والعمل والنية، وأعاذنا وإياك من الزيغ والزلل: أن صالح السلف، وخيار الخلف، وسادات الأئمة، وعلماء
(١) عقيدة السلف وأصحاب الحديث ١٦٠ - ١٦٣، وانظر: ص١٦٤، ١٦٥. (٢) الأصبهاني: إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة، كان إماماً حافظاً، حسن الاعتقاد، أفضل أهل زمانه، ت سنة ٥٣٥هـ. انظر في ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد ٤/١٠٥، الرسالة المستطرفة للكتاني ص٤٣. (٣) الحجة في بيان المحجة ١/١٧٤. (٤) الحجة في بيان المحجة ١/٢٨٧ - ٢٨٨. (٥) المقدسي: عبد الغني بن عبد الواحد بن علي الجماعيلي الدمشقي الحنبلي، أبو محمد، كثير السفر لطلب العلم، الإمام الحافظ القدوة العابد، ت سنة ٦٠٠هـ. انظر في ترجمته: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ٢/٥، شذرات الذهب لابن العماد ٤/٣٤٥.