ذهب بعض النحويين إلى أنها حروف وليست أفعالاً؛ واستدلوا بقولهم:
١ - أنها لا تدل على المصدر ولو كانت أفعالاً لكان ينبغي أن
تدل على المصدر؛ فلما لم تدل على المصدر دل على أنها
ليست أفعالاً. (٢٦)
٢ - أنها تشبه الحروف في أنَّها لا تدلّ على الحدث، وإنَّما هي أفعال
لفظيَّة.
وقد قصدوا بالحروف: الطريقة؛ لأن لهذه الأفعال في النحو طريقة تخالف فيها بقيَّة الأفعال، ولهذه العلَّة خصّوها من بين الأفعال بالدخول على المبتدأ والخبر. (٢٧)
ثالثاً - كان وأخواتها أفعال غير حقيقية
(أفعال العبارة)
وهناك فريق يرى أن هذه الأفعال هي: أفعال؛ ولكنها أفعال غير حقيقة، لأنها ناقصة.
وفي الرد على من قال بأن كان وأخواتها حروفاً، جاء هذا الرد الذي يقول: إن كان وأخواتها لا تدل على المصدر لأنها أفعال غير حقيقية، فالمصدر يكون في الأفعال الحقيقية، وهذه أفعال غير حقيقية. ولهذا المعنى تسمى " أفعال العبارة ". (٢٨)
(٢٦) أسرار العربية ... ج ١ ص ١٣٠ (٢٧) اللباب علل البناء والإعراب ... ج ١ ص ١٦٥ (٢٨) أسرار العربية ... ج ١ ص ١٣١