حتى أتى عليهم. وكان الذي ولى قتل عامر مسعود بن شداد، فقالت أخته عمرة بنت شداد:
يا عين بكّى لمسعود بن شدادِ … بكاءُ ذي عبراتٍ حزنهُ بادِ (١)
من لا يمارُ له لحم الجزورِ ولا … يجفُو الضَّيوفَ إذا ما ضُنَّ بالزاد
ولا يحلُّ إذا ما حلَّ منتبذاً … خوفَ الرزيَّة بين الحضر والبادِ
ألاَّ سقيتم بني جرمْ أسيركمُ … نفسي فداُؤك من ذي كربةٍ صاد
يا فارساً ما قتلتم، غيرَ جعثنةٍ … ولا بخيلٍ على ذي الحاجة الجادى (٢)
قد يطعن الطعنة النَّجْلاء يتبعها … مضرّج بعدها تغلي بإزباد
ويترك القرن مصفراً أناملهُ … كانَّ أثوابه مجَّت بفرصادِ
ومنهم:
عنترة بن معاوية (٣) العبسي
وكان أغار على بني نبهان فأطرد طريدة وهو شيخ كبير، فجعل يطردها ويقول:
حظُّ بني نبهانَ منها الأثلبْ (٤) … كأنَّما آثارها لا تحجبْ
آثار ظلمان بقاع مجدب (٥)
(١) هذا البيت مع البيت الرابع في الأغانى ١١: ١٥. (٢) الجعثنة، بكسر الجيم: الجبان. والجادى: طالب الجدا، وهو العطية. (٣) عنترة بن شداد العبسي، وهو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية. كما في الأغانى ٧: ١٤١. (٤) الأثلب: التراب والحجارة، وهو كناية عن الخيبة. (٥) الظلمان: جمع ظليم، وهو الذكر من النعام. والقاع: الأرض المستوية السهلة، وفي النسختين: «بفى» تحريف، صوابه في الأغانى ٧: ١٤٥ ص ٢. و «مجدب» هي في النسختين «محدب». وفي الأغانى «محرب»، والوجه ما أثبت.