وقال ابن مسعود في قوله تعالى:{اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}(٢) قال: أنْ يُطاعَ فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يكفر (٣)، وخرَّجه الحاكم (٤) مرفوعاً وصحَّحه، والمشهورُ وقفُه.
وقال زيدُ بنُ أسلم: قال موسى - عليه السلام -: يا ربِّ قد أنعمتَ عليَّ كثيراً، فدُلني على أنْ أشكرك كثيراً، قال: اذكُرني كثيراً، فإذا ذكرتني كثيراً، فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني (٥).
وقال الحسن: أحبُّ عبادِ الله إلى اللهِ أكثرهم له ذكراً وأتقاهم قلباً.
وقال أحمد بنُ أبي الحواري: حدَّثني أبو المخارق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مررتُ ليلة أُسري بي برجل مُغيَّبٍ في نور العرش، فقلتُ: من هذا؟ مَلَكٌ؟ قيل: لا، قلت: نبيٌّ؟ قيل: لا، قلتُ: من هو؟ قال: هذا رجل كان لسانه رطباً من ذكر
الله، وقلبُه معلَّق بالمساجد، ولم يستسبَّ لوالديه قطّ» (٦).
وقال ابن مسعود: قال موسى - عليه السلام -: ربِّ أيُّ الأعمال أحبُّ إليك أنْ أعملَ به؟ قالَ: تذكرني فلا تنساني (٧).
وقال أبو إسحاق عن ميثم: بلغني أنَّ موسى - عليه السلام -، قالَ: ربِّ أيُّ عبادكَ أحبُّ إليكَ؟ قال: أكثرُهم لي ذكراً (٨).
وقال كعب: من أكثر ذكر الله، برئ من النفاق (٩)، ورواه مؤمَّل، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً (١٠).
(١) أخرجه: ابن أبي شيبة (٢٩٤٥٨)، وأبو نعيم في " الحلية " ١/ ٢٣٥. (٢) آل عمران: ١٠٢. (٣) أخرجه: ابن المبارك في " الزهد " (٢٢)، وابن أبي شيبة (٣٤٥٥٣)، وعبد بن حميد كما في " الدر المنثور " ٢/ ١٠٥، والطبري في " تفسيره " (٥٩٤٧)، وأبو نعيم في " الحلية " ٧/ ٢٣٨ و ٢٣٨ - ٢٣٩. (٤) في " المستدرك " ٢/ ٢٩٤. (٥) أخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (٧١١). (٦) أخرجه: ابن أبي الدنيا في " الأولياء " (٩٥). (٧) أخرجه: محمد بن فضيل الضبي في " الدعاء " (١٠٢). (٨) أخرجه: محمد بن فضيل الضبي في " الدعاء " (١٠٣). (٩) أخرجه: ابن أبي شيبة (٢٩٢٩٢) عن رجل من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. (١٠) أخرجه: الطبراني في " الأوسط " (٦٩٣١) وفي " الصغير "، له (٩٥٤)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (٥٧٦)، وإسناده ضعيف جداً لا يصح، محمد بن سهل، عن مؤمل بن إسماعيل يروي الموضوعات، وانظر: لسان الميزان ٧/ ١٨٩ (٦٨٩١).