قال السلفي [٢] في معجم السفر [٣] : سمعت أبا عبد الله محمد بن بركات بن هلال النحوي، يقول: قلت للقاضي أبي عبد الله القضاعي عند قراءتي عليه كتاب الشهاب، في قول النبي صلّى الله عليه وسلم، حاكيا عن الله تعالى: يا دنيا مرّي على عبادي ولا تحلولي لهم فتفتنيهم، وكان نسخته بضم الميم، هو من المرور أو من المرارة؟ فقال:
من المرارة، أما ترى، ولا تحلولي؟ فقلت: إذن يجب أن يكون بفتح الميم، فقال:
صدقت، وأصلحه بكتابه.
وقال السلفي أيضا: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الغني بن الحسن الربعي التونسي يقول: سمعت أبا علي الحسن بن خلف بن علي التميمي بطرابلس، يقول:
استشهدت مرة ببيت شعر، فقال لي: من أنشدك إياه؟ ألك فيه رواية؟ فقلت: لا، فقال: كيف تستشهد بشىء لا رواية لك فيه؟ فلم آخذ بعد ذلك علما إلا رواية بإسناد.
[في تذكرة ابن مكتوم]
وقع في نظم القاضي أبي الحكم مالك بن عبد الرحمن بن المرحل المالقي [٤] : كان ماذا، بتقديم كان على اسم الاستفهام، فأنكر عليه الأستاذ النحوي أبو الحسين عبيد الله بن أبي الربيع [٥] جريا على قاعدة النحو في منع تقديم العامل على اسم الاستفهام، فصنف عليه أبو الحكم في جواز ذلك كتابا بيّن أن ذلك مسموع من كلام العرب، وهزأ به، وقال في
[١] في ع، وبغية الوعاة: أطيل في قعره المقاما. [٢] السلفي: أبو طاهر صدر الدين أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني، من علماء الحديث المكثرين، كانت له مدرسة بالاسكندرية، من كتبه: معجم السفر، ومعجم شيوخ بغداد، والفضائل الباهرة في مصر والقاهرة، توفي سنة ٥٧٦ هـ. (طبقات الشافعية ٦/٣٢، وفيات الأعيان ١/٨٧، حسن المحاضرة ١/٨٧١) . [٣] نشر إحسان عباس جزءا من معجم السفر باسم: (أخبار وتراجم أندلسية) ط ٢ دار الثقافة، بيروت ١٩٧٩. [٤] مالك بن عبد الرحمن المالقي: شاعر وأديب، نعت بشاعر أهل المغرب، وهو من علماء النحو، ولي القضاء بجهات غرناطة، له ديوان شعر وأرجوزة في النحو، توفي سنة ٦٩٩ هـ. (بغية الوعاة ٢/٢٧١) . [٥] عبيد الله بن محمد بن أبي الربيع: إمام النحاة في زمانه، قرأ النحو على الدباج والشلويين، ولم يكن في طلبة الشلويين أنجب منه، هاجر إلى سبتة بعد استيلاء الفرنج على أشبيلية، من مؤلفاته: شرح سيبويه، وشرح الجمل، والملخص، توفي سنة ٦٨٨ هـ. (بغية الوعاة ٢/١٢٥) .