كل شىء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف، ومن أقاويل أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينارين يدا بيد، وإتيان النساء في أدبارهن، أخرجه ابن عساكر.
[في تاريخ الصلاح الصفدي]
حكى ابن صاحب الصلاة عن بعض الصالحين أنه رأى أبا بكر محمد بن محمد اليعمري الأبّذي في النوم بعد موته، فقال له: كيف حالك وما لقيت من ربك فأنشده بيتين لم يسمعا قبل، وهما [١] : [البسيط]
من سره العيش في الدنيا بخلقة من ... يصور الخلق في الأرحام كيف يشا [٢]
فليحزن اليوم حزنا تحت سطوته ... معلّلا يمتطي جمر الغضا فرشا [٣]
قال القاضي أبو القاسم محمد بن محمد بن نوح الغافقي قاضي بلنسية [٤] مات سنة أربع عشرة وست مائة [٥] : [السريع]
لا تغبطنّ كلّ موفور الغنى ... مشتمل ملابس العظمه
يلمز لا يستنّ إلا بما ... يحويه من أكياسه المفعمه [٦]
فالله قد أخبر عن مثله ... قال في آياته المحكمه [٧]
يحسب أنّ ماله أخلده ... كلا لينبذنّ في الحطمه [٨]
نظم الصاحب تاج الدين حنا يوما [٩] : [الطويل]
توافي الجمال الفائزيّ وإنه ... لخير صديق كان في زمن العسر
وأمر السراج الوراق باجازته فقال: [الطويل]
فيا ربّ عامله بألطافك التي ... يكون بها في الفائزين لدى الحشر
[١] الصفدي: الوافي بالوفيات ١/٢١٤ تحقيق هلموت ريتر، ط فسبادن ١٩٩٢.
[٢] العيث: الفساد.
[٣] في الوافي: حزنا قبل سطوته مغللا.
[٤] بلنسية: مدينة مشهورة بالأندلس، متصلة بحوزة كورة تدمير وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برية بحرية. (ياقوت: بلنسية) .
[٥] الوافي بالوفيات ١/٢١٦.
[٦] يستن: يمضي على وجهه. (اللسان: سنن) .
[٧] في النسخ والوافي: أخبر عن أمثاله، ولا يستقيم بها الوزن، ولعل الصواب ما أثبتناه.
[٨] سورة الهمزة ٤. في ط: أن خالدا أخلده.
[٩] الوافي ١/٢٢٠.