(عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه: أن رجلًا) يحتمل أنه أبو الدرداء؛ فقد أخرج الطبراني عنه: قلت: يا رسول اللَّه؛ دُلَّني على عملٍ يدخلني الجنة، قال:"لا تغضب ولك الجنة"(٢)، أو جاريةُ بنُ قدامةَ عم الأحنف بن قيس؛ فقد أخرج أحمد عنه أنه قال: سألت النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّه؛ قل لي قولًا وأَقْلِلْ عليَّ لعلِّي أعقله، قال:"لا تغضب" فأعدت عليه مرارًا كلَّ ذلك يقول: "لا تغضب"(٣) لكن نازع في هذا يحيى القطان بأنهم يقولون: إن جارية تابعيٌّ لا صحابي.
(قال للنبي صلى اللَّه عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب) يحتمل أنه أراد أمره بالأسباب التي توجب حُسْن الخلق: من الكرم، والسخاء، والحلم، والحياء، والتواضع، والاحتمال، وكف الأذى، والصفح، والعفو، وكظم الغيظ، والطلاقة، والبشر، وسائر الأخلاق الحسنة الجميلة؛ فإن النفس إذا تخلَّقت بهذه الأخلاق، وصارت لها عادة. . اندفع عنها الغضب عند حصول أسبابه.
(١) صحيح البخاري (٦١١٦). (٢) المعجم الأوسط (٢٣٧٤) عن سيدنا أبي الدرداء رضي اللَّه عنه. (٣) انظر "مسند الإمام أحمد" (٣/ ٤٨٤)، و"طبقات ابن سعد" (٧/ ٥٦)، وفيه: "أن رجلًا قال له: يا رسول اللَّه؛ قل لي قولًا. . . ".