فسار هزّاع من نحو الإغاء لها … يردُّها دوننا قهرًا ويُرْديها
فصدَّها وأتى منصور يسبقه … إلى المدينة في شعبان يحميها
وجاء هزاع يوم النصف واستعرت … مراجل الحرب والملعون يغليها
وقسَّم البدو نصفًا عنده قعدوا … والنصف عند الإغا مع عبْد يبقيها
وأضحت الدار قفرًا لا أنيس بها … الجن تندبها والأنس ترثيها
أباحها البدوَ نهبًا ثم أحرقها … وراح يشقي بها حقًّا ويشقيها
أباحها وهو يرجو من حماقته … ثواب أصحاب بدر في مغازيها
لكنه صان خيرُ الخلق حوزتها … وأصبح الستر غاطيها وضافيها (٢٦٨)
وحقق الله خذلان الذين بغوا … جميعهم وأراد الله يعليها
وسيروا هدنة للحج وانتظروا … فيها الجواب وساعيهم وساعيها
وارتدّ هزاع مفشولا وعصبته … بدوًا وحَضْرًا تغطيها مساويها
وأصبح الحاكم المغرور يقرع في … سنّ الندامة مما كان يوليها
والأمر لله مكتوب على يده … أنَّ الأغا سوف يجليهم ويجليها
يا للكبائر من أدعو فيسمعني … حتى أصرَّح عنها أو أكنّيها
من للمدينة إن غصت بريقتها … ومن يجيب نِدَاها من يلبِّيها
ما أفقر الصيدُ إلا بعد مسلمة … أعطت محاسنها الدنيا لماضيها
عادت لنا سيرة التيمور في حلب … أيام صبيانها شابت نواصيها (٢٦٩)
ويومه وهو في بغداد يهتكها … ويوم جنكيز بالتتار يرميها
(٢٦٨) كان الأصح أن يقول: رب الخلق فهو وحده القادر المتصرف.
(٢٦٩) الإشارة في هذا البيت وما يليه إلى تيمور التتري وما جرى على يديه من الفظائع.