ونعود بعد هذا الاستطراد إلى ترجمة الأستاذ/ أحمد محمد جمال فنثبت هنا بعض ما كتبه في تفسير بعض آيات القرآن الكريم نقلًا عن كتابه "مأدبة الله في الأرض".
[(مأدبة الله في الأرض)]
يقول الأستاذ/ أحمد جمال في تفسيره للآية الكريمة:{وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ما يلي:
وهناك حقيقة إلهية أخرى في قوله عز وجل "وترزق من تشاء بغير حساب" يقول بل هو مظهر آخر للقدرة الإلهية والمشيئة الإلهية أيضًا. وهو مثار جدل وشكوى بين الناسِ في كل زمان ومكان بل ربما كان محل اعتراض واستنكار من بعضهم، لأنهم يرون غنيًا فاسقًا وفقيرًا صالحًا، ويتساءلون: لماذا لا يفتقر الفاسق … ؟ أو لماذا لا يستغني الصالح.؟ ويكرر القرآن هذا المعنى أو هذه الحقيقة الإلهية لأن الناس يتكرر اعتراضهم عليها ويتكرر عجبهم منها في قوله تبارك وتعالى في آياتٍ متعددة منها.
ونجد هذا المعنى في سورة الروم والرعد والقصص والشورى والزمر ونلاحظ أن الله عز وجل في سورة الشورى يبين حكمته في قسمته للأرزاق بين عباده قبضًا وبسطًا حيث يقول:{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ}.