فماذا قال؟ فأكدى النابغة أيضًا، وأقبل كعب بن زهير، وهو غلام، فقال له أبوه: أجز يا بني، فقال: ماذا؟ فأنشده البيت الأول ومن الثاني قوله: نزلت بمستقر العز منها، فقال كعب:
فنمنع جانبيها أن يزولا١
ومن الإجازة قول حسان بن ثابت:
متاريك أرباب الأمور إذا اعترت ... أخذنا الفروع واجتنبنا أصولها
وأجبل، فقالت ابنته: يا أبت، ألا أجيز عنك، فقال: أو عندك ذاك؟ قالت: نعم، قال: فافعلي، فقالت:
مقاويل للمعروف خرس عن الخنا ... كرام يعاطون العشيرة سولها
فحمى حسان عند ذاك، فقال:
وقافية مثل السنان ردفتها ... تناولت من جو السماء نزولها
فقالت ابنته:
يراها الذي لا ينطق الشعر عنده ... ويعجز عن أمثالها أن يقولها٢