فيجيب المعري على لسانه بقوله:"لا والله ما سمعت هذا قط، وإنه لقرى لم أسلكه، وإن الكذب لكثير، وأحسب هذا لبعض شعراء الإسلام، ولقد ظلمني وأساء إليّ! أبعد كلمتي التي أولها:
ألا أنعم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل ينعمن من كان في العصر الخالي
وقولي:
خليليّ مرّا بي على أم جندب ... لأقضي حاجات الفؤاد المعذب
يقال لي مثل ذلك؟ والرجز من أضعف الشعر، وهذا الوزن من أضعف الرجز"١.
ونسبوا إليه كثرة التصريع في غير أول القصيدة، وكثرة استعمال الضرب المقبوض في الطويل، وكثرة الأقواء في القافية٢. ويعد الأقواء من عيوب الشعر، غير أننا لا نستطيع مجاراة علماء العروض في هذا الرأي، إذ يجوز ألا يكون الاقواء عيبًا عند أهل الجاهلية، وإنما صار عيبًا في الإسلام، بعد تثبيت قواعد اللغة والبحور. ونجد هذا الرأي مثبتًا في رسالة الغفران.
١ رسالة الغفران "٣١٩ وما بعدها". ٢ بروكلمن "١/ ٩٩".