وقد عرفت قريش بين أهل الحجاز بسخينة. والسخينة: طعام رقيق يتخذ من سمن ودقيق, وقيل: دقيق وتمر, وهو دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء. وإنما لقبت قريش بسخينة لاتخاذها إياه، أي: لأنهم كانوا يكثرون من أكلها؛ ولذا كانت تُعيَّر به٢.
١ الاشتقاق "ص١٨", الطبري "٢/ ٢٢٦". ٢ "وفي الحديث: أنه دخل على حمزة -رضي الله تعالى عنه- فصنعت لهم سخينة فأكلوا منها. قال كعب بن مالك: زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب وفي حديث معاوية -رضي الله عنه- أنه مازح الأحنف بن قيس، فقال: ما الشيء الملفف في البجاد؟ فقال: هو السخينة يا أمير المؤمنين! الملفف في البجاد: وطب اللبن يلف به ليحمى ويدرك, وكانت تميم تعير به. والسخينة: الحساء المذكور يؤكل في الجدب, وكانت قريش تعير بها، فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الأحنف بمثله"، تاج العروس "٩/ ٢٣٢".