وفي القاموسِ (٥٦) : ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ فبِها ونِعْمَتْ، بتاءٍ ساكنةٍ وقْفاً ووَصْلاً، أي نِعْمَتِ الخَصْلَةُ.
٢٢ - ومن ذلك قولهم:(قَفَلْتُ) البابَ، بالتخفيفِ. فقد اقتصرَ الجوهري (٥٧) على حكايةِ أَقْفَلَ البابَ، وقَفّلْتُ الأبوابَ، بالتشديدِ، مثل: أَغلقَ، وغَلّقَ، بهِ أيضاً. ومنه قولُهُ تعالى:" وغَلّقَتِ الأبوابَ "(٥٨) . وجزم صاحب أدب الكاتب (٥٩) بأنّه لا يُقالُ: قَفَلْتُ البابَ، بالتخفيف. وهذا كما لا يُقال: غَلَقْته، بالتخفيف، فهو مَغْلوقٌ، لما أَنّهُ لغة رديئة متروكة، حتى قالَ أبو الأسودِ الدؤلي (٦٠) : ولا أقولُ لقِدرِ القومِ قَدْ غَلِيَتْ ولا أقولُ لبابِ الدارِ مغلوقُ وعلى لغةِ أَغْلَقْتُ جاءَ قولُ الفَرَزْدَقِ (٦١) : ما زِلْتُ أَفْتَحُ أبواباً وأُغْلِقُها حتى أَتَيْتُ أبا عَمْرِو بنَ عَمّارِ أَنْشَدَهُ الجوهري (٦٢) . وهو من جملةِ ثلاثةِ أبياتٍ قالها الفرزدَقُ في مدحِ أبي عمرو بن العلاء (٦٣) . فعن الفردزقِ أَنّهُ لمّا توارى أبو عمرو من الحجاجِ (٦٤) ما زالَ يتوصلُ حتى لقيه فقالها، ولكنْ بلفظِ: ما زِلتُ أغلقُ أبواباً وأفتحها ... ... ... ... ... ... ... . .
(٥٦) القاموس ٤ / ١٨٢. (٥٧) الصحاح (قفل) . (٥٨) يوسف ٢٣. (٥٩) أدب الكاتب ٣٧١. (٦٠) ديوانه ١٥٩. (٦١) ديوانه ٣٨٢. (٦٢) الصحاح (غلق) . (٦٣) أحد القراء السبعة، ت ١٥٤ هـ. (أخبار النحويين البصريين ٢٢، التيسير ٥، نور القبس ٢٥) . (٦٤) الحجاج بن يوسف الثقفي، عامل عبد الملك بن مروان على العراق وخراسان، ت ٩٥ هـ. (مروج الذهب ٣ / ١٢٥، الأوائل ٢ / ٦٠، وفيات الأعيان ٢ / ٢٩) .