الْكَعْبَةُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا: عِبَادُكَ المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ وَفَدُوا إلَيَّ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ عَلَى كُلِّ ضَامِرٍ غُبْرًا شُعْثًا تَرَكُوا الأَهْلَ، وَالمالَ، وَالْوَلَدَ، وَالأَحِبَّاءَ، وَخَرَجُوا شَوْقًا إِلَيَّ زَائِرِينَ مُسَلِّمِينَ طَائِعِينَ لَكَ يَا رَبِّ حَتَّى قَضَوْا مَنَاسِكَهُمْ كَمَا أَمَرْتَهُمْ، فَاحْشُرْهُمْ وَأَمِّنْهُمْ مِنَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ، وَشَفِّعْنِي فِيهِمْ، وَاجْمَعْهُمْ حَوْلِي. فَيُنَادِي مَلَكٌ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ: أَنْ يَا كَعْبَةَ اللَّهِ أَنَّ مَنْ أَتَاكِ وَطَافَ حَوْلَكِ، وَرَكِبَ إِلَيْكِ مِنْهُمْ مَنِ ارْتَكَبَ الذَّنُوبَ الْعِظَامَ بَعْدَكِ، وَتَكَلَّفُوا الْكَبَائِرَ وَسَا. . . . (٧٧) فِي ذُنُوبِهِمْ حَتَّى وَجَبَتْ عَلَيْهِمُ النَّارُ. قَالَ: فَتَقُولُ الْكَعْبَةُ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ الشَّفَاعَةَ فِي أَهْلِ الذُّنُوبِ العِظَامِ، وَمَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ النَّارُ لَا أَسْألكَ إِلَّا فِي أُوْلَئِكَ. قَالَ: فَيَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جُلَالُهُ: شَفِّعُوا كَعْبَتِي، فَإِنِّي قَدْ شَفعْتُهَا وَأَعَطَيْتُهَا سُؤْلَهَا. قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ أَنْ يَا كَعْبَةَ اللَّهِ، إِن اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكِ سُؤْلَكِ فَسِيرِي إِلَى المحْشَرِ. قَالَ: فَتَقُولُ الْكَعْبَةُ: لَسْتُ بِسَائِرَةٍ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ زُوَّارِي بِقُدْرَتِهِ حَوْلِي. قَالَ: فَيُنَادِي مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ أَلَا مَنْ زَارَ الْكَعْبَةَ فَلْيَعْتَزِلْ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ. قَالَ: فَيَعْتَزُلُونَ كُلّهُمْ فَيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ حَوْلَ بَيْتِهِ الحرَامِ بِيضُ الوُجُوهِ آمِنِينَ مِنْ حَشْرِ النَّارِ يَطُوفُونَ وَيُلَبُّونَ. قَالَ: فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ أَلَا يَا كَعْبَةَ اللَّهِ سِيرِي فَتَقُولُ: لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ، وَالخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالملْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ. قَالَ: يَمُدُّونَهَا الملَائِكَةُ بِسَلَاسِلِهَا، قَالَ: فَتَسِيرُ الْكَعْبَةُ، وَيَسِيرُونَ الحَاجُّ حَوْلَهَا يَطُوفُونَ وَيُلَبُّونَ، وَقَدْ أَمَّنَهُمْ اللَّهُ مِنْ حَشْرِ النَّارِ حَتَّى يَأْتُوا المحْشَرَ قَالَ: فَيَقُومُ الْبَيْتُ بَيْنَ يَدَيِ الخَلْقِ فَيَقِفُ وَيَطُوفُ حَوْلَهُ الحاج أَوِ الحُجَّاجُ وَالملَائِكَةُ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ وَلَا عَذَابَ. (٧٨)
(٧٧) "بالأصل" بياض.(٧٨) (باطل)"الجامع المستقصى" (ق ١٤٥ ب - ١٤٧ أ).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute