كنَّا فيما قد عَلِمتُم، فمَنَّ اللهُ علينا بمُحمَّد - صلى الله عليه وسلم - وبهذا الدِّين، فحَقَرْتُموه حتى غلبكم أبناءُ الفُرْس. فلم يَرُدَّ أحدٌ منهم إلَّا عليُّ بن الحُسين؛ فإنَّه (١) قال: ذلك فضلُ الله يؤتيه مَن يشاء. ثم قال عبد الملك: ما رأيتُ كهذا (٢) الحَيِّ مِن الفُرْس، مَلَكوا مِن أوَّلِ الدَّهر فلم يحتاجُوا إلينا، ومَلَكناها (٣) فما استغنينا عنهم ساعةً.
١٤٠ - حدثنا أحمد بن محمد العَسْكَري، حدثنا أبو زُرْعة الدِّمَشْقي (٤)، حدثنا أبو مُسْهِر قال: سمعتُ كامِل بن سَلَمة بن رَجاء بن حَيْوَة قال: قال هِشامُ بنُ عبد المَلِك: مَن سيِّدُ أهل فِلَسْطين؟ قالوا: رَجاء بن حَيْوَة. قال: فمَن سيِّدُ أهل الأُرْدُنِّ؟ قالوا: عُبَادة بن نُسَيٍّ. قال: فمَن سيِّدُ أهل دِمَشْق؟ قالوا (٥): يحيى بن يحيى الغَسَّاني قال: فمَن سيِّدُ أهل حِمْص؟ قالوا: عمرو بن قَيْس. قال: فمَن سيِّدُ أهل الجَزِيرة؟ قالوا: عَدِيُّ بن عَدِيٍّ الكِنْدي. قال: يا لَكِنْدَة (٦).
(١) «فإنه» ليس في ك، وأثبته من ظ، س، أ، ي. (٢) في ي: «هكذا» وفي حاشيتها: «أظنه كهذا الحي»، والمثبت من ظ، س، ك، أ. (٣) في ي: «وملكنا»، والمثبت من ظ، س، ك، أ. (٤) «تاريخ أبي زرعة الدمشقي» (ص: ٢٤٩، ٧١١). (٥) في ي: «قال»، والمثبت من ظ، س، ك، أ. (٦) أخرجه ابن حبان في «الثقات» (٤/ ٢٣٧)، والطبراني في «مسند الشاميين» (٢٢٢٧) كلاهما من طريق أبي زرعة الدمشقي. وأخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (٢/ ٤٠٤)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤٦/ ٣٢٠) كلاهما من طريق أبي مسهر. قال ابن عساكر: «وفي غير هذه الرواية: قال أبو مسهر: كلهم من كندة غير يحيى بن يحيى الغساني».