والأحاديث العالية، قال: فجعل أصحاب الحديث يسألونه عَنِ الإسناد والأحاديث العالية، فَقَالَ: مَا أعجب أمركم كلما سألتمونا عَنْ نوع من العلم فنظرنا فيه نقلتمونا إلى غيره، إن بقينا وحججنا آتيناكم من هذا مَا يكون مثل هذا ونحوه. قال: فصدرنا ومات رحمه الله قبل أن يصير إلى دمشق.
وَقَال الْحُمَيْدِيّ (١) : قال لنا الْوَلِيد بْن مسلم: إن تركتموني حدثتكم عَنْ ثقات شيوخنا، وإن أبيتم فاسألوا نحدثكم بما تسألون.
وَقَال دحيم: حَدَّثَنَا الْوَلِيد، قال: كَانَ الأَوزاعِيّ إذا حَدَّثَنَا يَقُول: حَدَّثَنِي يَحْيَى، قال: حَدَّثَنَا فلان، قال: حَدَّثَنَا فلان حَتَّى ينتهي. قال الْوَلِيد: فربما حدثت كما حَدَّثَنِي، وربما قلت عَنْ عَنْ عَنْ وتحققنا من الأخبار.
وَقَال أبو بكر المروزي (٢) : قلت لأحمد بْن حنبل فِي الْوَلِيد قال: هُوَ كَثِير الخطأ (٣) .
وَقَال حَنْبَل بْن إِسْحَاق: سمعت يحيى بْن مَعِين يَقُول: قال أَبُو مسهر: كَانَ الْوَلِيد يأخذ من ابْن أَبي (٤) السفر حديث الأَوزاعِيّ،
(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٢١. (٢) العلل، برواية المروزي: ١٤١. (٣) وتمام كلامه: قد كتبتها عن رجل عنه، وقدم إلى مكة مرتين، وكتبت عنه في إحداهما قدر أربع مئة حديث، وقد كان قوم سمعوا منه قدر ثمان مئة. (٤) ضبب عليها المؤلف لورودها هكذا.