المطلب التاسع: النار التي تحشر الناس آخر الآيات الكبرى والعلامات العظمى لأشراط الساعة وأول الآيات المؤذنة بقيام القيامة خروج نار تحشر الناس إلى محشرهم، والكلام عليها في عدة مسائل:
المسألة الأولى: الأدلة على خروجها جاءت الروايات بأن خروج هذه النار يكون من اليمن من قعرة عدن، وجاءت روايات أخرى بأنها تخرج من بحر حضرموت، ومن الأحاديث التي تبين ذلك:
١ - حديث حذيفة بن أسيد في ذكر أشراط الساعة وآخره قوله صلى الله عليه وسلم:«وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم» ، وفي رواية:«نار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس»(١) .
٢ - حديث ابن عمر رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس»(٢) .
٣ - حديث أنس رضي الله عنه:«أن عبد الله بن سلام لما أسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن مسائل ومنها: ما أول أشراط الساعة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب»(٣) .
[المسألة الثانية الجمع بين الأحاديث الواردة في مكانها]
المسألة الثانية: الجمع بين الأحاديث الواردة في مكانها الجمع بين ما جاء أن هذه النار هي آخر أشراط الساعة الكبرى وما جاء أنها أول أشراطها بأن يقال: إن آخريتها باعتبار ما ذكر معها من الآيات الواردة معها في حديث حذيفة، وأوليتها باعتبار أنها أول الآيات التي لا شيء بعدها من
(١) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة (٤ / ٢٢٢٥، ٢٢٢٦) . (٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٧ / ١٣٣) برقم (٥١٤٦) بتحقيق أحمد شاكر، وقال عنه: إسناده صحيح. والترمذي: كتاب الفتن (٤ / ٤٣١) ، وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح، وقد صححه الألباني. انظر: صحيح الجامع (٣ / ٢٠٣) . (٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب أحاديث الأنبياء (٦ / ٤١٧ - ٤١٨) .