قال ابن جرير الطبري - رحمه الله - بعد ذكره لأقوال المفسرين في الآية: وأولى الأقوال بالصواب في ذلك ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ذلك حين تطلع الشمس من مغربها»(٢) .
ومن الأحاديث على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمن الناس أجمعون، فذلك حيث لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا»(٣) .
ومنها حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»(٤) .
ومنها حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الله فتح بابا قبل المغرب، عرضه سبعون عاما للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه»(٥) .
(١) سورة الأنعام، آية: ١٥٨. (٢) تفسير ابن جرير الطبري (٨ / ١٠٣) . (٣) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الرقاق (٧ / ١٩١) ، ومسلم في صحيحه: كتاب الإيمان (١ / ١٣٨) . (٤) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب التوبة (٤ / ٢١١٣) . (٥) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٤ / ٢٤٠) ، والترمذي في سننه: كتاب الدعوات (٥ / ٥٤٦) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه ابن ماجه في سننه: كتاب الفتن (٢ / ١٣٥٣) ، والطبراني في معجمه الكبير (٨ / ٦٧) وقال الألباني: حديث حسن. صحيح الجامع (٢ / ٤٤٣) .