المطلب السابع: الدخان الذي يكون في آخر الزمان من علامات الساعة وأشراطها العظمى ظهور دخان قبل قيام الساعة. والكلام على هذه العلامة يتضمن المسائل التالية:
منها حديث حذيفة بن أسيد الغفاري المتقدم، قال: «اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة فقال: " ما تذاكرون "؟ قلنا: نذكر الساعة، قال: " إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آَيات فذكر الدخان والدجال والدابة. . .» الحديث (٢) .
ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال. . .» الحديث (٣) .
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:«إن ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية: الدابة، والثالثة: الدجال»(٤) .
[المسألة الثانية اختلاف العلماء حول المراد بالدخان ومتى يحدث]
(١) سورة الدخان، الآيات: ١٠ - ١٣. (٢) تقدم تخريجه ص ١٤٨. (٣) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: كتاب الفتن وأشراط الساعة (٤ / ٢٢٦٧) . (٤) أخرجه ابن جرير في تفسيره عن أبي مالك الأشعري (١٥ / ١١٤) وذكره ابن كثير في تفسيره (٤ / ١٣٨) وقال: رواه ابن جرير الطبري وإسناده جيد، وذكر ابن حجر رواية الطبري عن أبي مالك وابن عمر وقال: (إسنادهما ضعيف أيضا، لكن تضافر هذه الأحاديث يدل على أن لذلك أصلا) . فتح الباري (٨ / ٤٣٦) .