قال: وذكَر الشافعيُّ المعتقَد بالدلائل (١)، فقال: لله تعالى أسماءٌ وصفاتٌ جاء بها كتابُه، وأخبر بها نبيُّه أمتَه، لا يسعُ أحدًا مِن خلق الله قامت عليه الحجَّةُ ردُّها.
إلى أن قال: نحو إخبار الله سبحانه إيَّانا أنه سميعٌ بصير، وأن له يدين بقوله:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}[المائدة: ٦٤]، وأن له يمينًا بقوله:{وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧]، وأن له وجهًا بقوله:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨]، وقوله:{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[الرحمن: ٢٧]، وأن له قَدمًا لقوله [- صلى الله عليه وسلم -]: «حتى يضع الربُّ فيها قدمَه»(٢) يعني: جهنَّم, وأنه يضحكُ من عبده المؤمن لقوله [- صلى الله عليه وسلم -] للذي قُتِل في سبيل الله: «إنه لقي الله وهو يضحكُ إليه»(٣)، وأنه يهبطُ كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا لخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك (٤)، وأنه ليس بأعور لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكَر الدَّجَّال فقال: «إنه
(١). رواه أبو الحسن الهكاري في «اعتقاد الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي» (٧) , ومن طريقه ابن قدامة في «إثبات صفة العلو» (١٠٩). قال الذهبي في «العرش» (٢٠٣): «رواه شيخ الإسلام [أبو الحسن الهكاري] في عقيدة الشافعي وغيره بإسنادٍ كلُّهم ثقات». والهكاريُّ على فضله وصلاحه متهمٌ بالوضع وتركيب الأسانيد. انظر: «لسان الميزان» (٥/ ٤٨٣). (٢). أخرجه البخاري (٦٦٦١) , ومسلم (٢٨٤٦). (٣). أخرجه البخاري (٢٨٢٦) , ومسلم (١٨٩٠). (٤). أخرجه أحمد (٨٩٧٤) , والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (٤٨١) , وغيرهما بإسناد صحيح, إلا أن عامة روايات الحديث جاءت بلفظ «ينزل» كما أشار لذلك ابن خزيمة في كتاب «التوحيد» (١/ ٣١١). وروي لفظ «يهبط» من وجوه أخرى.