دِحْيَة الكَلبي (١)، ومخاطبتُه وإقراؤه إيَّاه= كثيرٌ أعظمُ من أن يُذْكَر هنا.
وفي «الصَّحيحين»(٢) عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يتعاقَبون فيكم ملائكةٌ بالليل وملائكةٌ بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر والعصر، ثم يَعْرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربُّهم ــ وهو أعلمُ بهم ــ: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلُّون».
وفي «الصَّحيحين»(٣) عن عائشة قالت: حَشَوْتُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وِسَادةً فيها تماثيلُ كأنها نُمْرُقَة, فجاء فقام بين البابين (٤)، وجعل يتغيَّر وجهُه، فقلت: ما لنا يا رسول الله؟ قال:«ما بالُ هذه الوِسَادة؟ » قالت: وِسَادةٌ جعلتُها لك لتضطجعَ عليها، قال:«أما علمتِ أن الملائكةَ لا تدخلُ بيتًا فيه صورةٌ وأن مَن صَنَع الصُّوَرَ يعذَّبُ يوم القيامة يقال: أحْيُوا ما خلقتُم؟ ».
وفي «الصَّحيحين»(٥) عن ابن عباس قال: سمعتُ أبا طلحة يقول: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةُ تماثيل».
وكذلك في «الصَّحيحين»(٦) عن عبد الله بن عمر قال: «وَعَدَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -
(١) البخاري (٣٦٣٤) , ومسلم (٢٤٥١). (٢) البخاري (٥٥٥) , ومسلم (٦٣٢). (٣) البخاري (٣٢٢٤) , ومسلم (٢١٠٧). (٤) الأصل: «بين الناس» , تحريف. (٥) البخاري (٣٢٢٥) , ومسلم (٢١٠٦). (٦) من أفراد البخاري (٣٢٢٧) , كما في «الجمع بين الصحيحين» (٢/ ٢٧٤). وأخرجه مسلم (٢١٠٤, ٢١٠٥) من حديث عائشة وميمونة - رضي الله عنهما -.