للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحرم الضرار في مواضع متنوعة مما يدل على تحريمه على وجه الإطلاق كقوله تعالى: ﴿وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ﴾ (١) وقوله تعالى: ﴿لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا﴾ (٢)، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ﴾ (٣) (٤).

٣ - ونهى عن الضرار مطلقاً فقال:

(٩) ما رواه أحمد من طريق جابر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : " لا ضرر ولا ضرار " (٥).


(١) من الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٢٣٣ من سورة البقرة.
(٣) من الآية ٦ من سورة الطلاق.
(٤) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق، ١/ ٢٥٧.
(٥) مسند الإمام أحمد، مرجع سابق، ١/ ٣١٣.
وأخرجه ابن ماجه في الأحكام/ باب من بنى في حقه ما يضر جاره (٢٣٤١) حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرزاق.
والطبراني في الكبير (١١٨٠٦) من طريق محمد بن ثور،
كلاهما (عبد الرزاق، ومحمد بن ثور) عن معمر به.
وأخرجه الدارقطني ٤/ ٢٢٨ من طريق داوود بن الحصين.
وابن أبي شيبة كما في نصب الراية ٤/ ٣٨٤ من طريق سماك.
كلاهما (داوود، وسماك) عن عكرمة، عن ابن عباس، به.
الحكم على الحديث: تبين أن للحديث ثلاثة طرق:
الطريق الأول: طريق جابر الجعفي، ضعيف؛ لضعف جابر، وفي التقريب ١/ ١٢٣: " جابر بن يزيد الجعفي أبو عبد الله الكوفي ضعيف رافضي ".
الطريق الثاني: طريق داود بن الحصين، ثقة إلا في عكرمة كما في التقريب ١/ ٢٣١.
الطريق الثالث: طريق سماك بن حرب، صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة وقد تغير بآخر حياته، فكان ربما يلقن، كما في التقريب ١/ ٣٣٢.
فالحديث إسناده ضعيف، وقد صح مرسلا من حديث عمرو بن يحي المازني عن أبيه -كما سيأتي- وله شواهد تقويه.
وللحديث شواهد كثيرة منها:
حديث أبي سعيد : أخرجه الدارقطني ٣/ ٧٧، والحاكم ٢/ ٥٧، والبيهقي ٦/ ٦٩ من طريق عثمان بن حمد حدثنا الدراوردي، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال البيهقي: " تفرد به عثمان بن محمد عن الدراوردي " وتعقبه ابن التركماني بمتابعة عبد الملك بن معاذ النصيبي عن الدراوردي به كما في التمهيد كما في نصب الراية ٤/ ٣٨٥، ولهذا صححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
والدراوري صدوق كان يحدث من كتب غيره فيخطئ كما في التقريب (١/ ٥١٢)، وقد اختلف عليه فرواه الإمام مالك في الموطأ (٢/ ٧٤٥)، من حديث عمرو بن يحي عن أبيه مرسلاً، وسنده صحيح.
ومنها حديث أبي هريرة : أخرجه الدارقطني ٤/ ٢٢٨، وأعله ابن رجب في شرح الأربعين حديث رقم (٣٢) فقال: وهذا إسناد فيه شك، وابن عطاء هو يعقوب، وهو ضعيف ".
ومنها: حديث عبادة بن الصامت : أخرجه عبد الله في زوائد المسند ٥/ ٣٢٦، وابن ماجه (٢٣٤٠) وهو ضعيف؛ لضعف إسحاق بن يحيى، والانقطاع بين عبادة وحفيده إسحاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>