للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ : (اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ) (١).

أنها هدي الأنبياء السابقين، قال الله ﷿: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم﴾ [النمل: ٣٠]، فقد كان أنبياء الله يبدؤون مكاتيبهم بالبسملة، وقد قال الله لنبيه: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [الأنعام: ٩٠].

فالسنة أن يبتدئ الإنسان مكاتيبه بالبسملة، وأن يبتدئ خطبه بالحمد لله، فإذا خطبت فابدأ بحمد الله، وإذا كتبت فابدأ بالبسملة، ولا بأس بالجمع بينهما.

ما يروى عن النبي أنه قال: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ب (بسم الله الرحمن الرحيم) فهو أقطع) (٢). وفي رواية: ((لا يبدأ فيه بذكر الله)) (٣)، وفي رواية (بحمد الله) (٤) وهذه الأحاديث لا تخلو من مقال ولكنها بمجموعها تُحتمل ولهذا تلقتها الأمة بالقبول، فصاروا يبدؤون كتبهم بالبسملة.

(بسم الله): جار ومجرور، والجار والمجرور لا بد له عند النحاة من متعلق، قال العلماء: إن متعلَّق "بسم" فعل محذوف مؤخر مناسب


(١) أخرجه البخاري رقم (٢٧٣١)، من حديث المسور بن مخرمة ومروان ، و مسلم رقم (١٧٨٤)، من حديث أنس.
(٢) رواه بهذا اللفظ عبد القادر الرهاوي في (الأربعين) عن أبي هريرة، وأخرجه الخطيب في «الجامع» (٢/ ٦٩) والسبكي في «طبقات الشافعية» (١/ ٦) وقال الشيخ ابن باز" جاء هذا الحديث من طريقين أو أكثر عند ابن حبان وغيره، وقد ضعفه بعض أهل العلم والأقرب أنه من باب الحسن لغيره" مجموع فتاوى ابن باز (٢٥/ ١٣٥).
(٣) أخرجه أحمد رقم (٨٧١٢). وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند.
(٤) أخرجه أبو داود رقم (٤٨٤٠) وصححه ابن حبان رقم (١).

<<  <   >  >>