الكفار الَّذِينَ قَاتَلَهُمْ رَسُولُ اللهِ ﷺ كانوا مقرِّين بتوحيد الربوبية لا ينازعون فيه، ولا يحتاجون فيه إلى مزيد بيان، وعلمهم وإقرارهم بهذا لم يدخلهم في الإسلام.
والمؤلف ﵀ يسوق هذا الكلام لمشركي زمانه الذين يطوفون بالأضرحة والقبور، ويدعونها من دون الله، وينذرون لها النذور، ويقولون في نفس الوقت: نحن مسلمون مقرُّون بأن الله هو الخالق المالك المدبر الرازق، وأنه هو منزل المطر، وهو مدر الضرع، ومنبت الأرض، ويقرون بهذا ويظنون أن إقرارهم بهذا هو الإسلام!
فبيَّن المؤلف-﵀ أن هذا ليس هو فيصل التفرقة بين المؤمنين والكفار؛ بل فيصل التفرقة بين المؤمنين والكفار هو توحيد العبادة، وإلا فمجرد الإقرار بأن الله هو الخالق لا خالق سواه وأنه المالك لا مالك سواه، وأنه المدبر لا مدبِّر سواه لا ينقلهم إلى دائرة التوحيد، ولا ينجيهم من عذاب النار يوم القيامة.